«رأس الحكمة إماراتية على خرائط جوجل».. ما حقيقة الصور المتداولة؟

هل صنفت خرائط جوجل رأس الحكمة كإماراتية؟ الحقيقة بالصور

كتب: رنا شوقي

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لخرائط جوجل تصنف منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي على أنها «State of UAE» أي ولاية إماراتية.

هذه الصور أثارت جدلًا واسعًا، وربط البعض بين هذا التغيير والإعلان الأخير للحكومة المصرية عن شراكتها مع شركة أبوظبي التنموية القابضة لتطوير منطقة رأس الحكمة.

لكن الحقيقة مغايرة تمامًا، فبحسب الخبير التقني محمود عز الدين فإن التغيير الظاهر على خرائط جوجل لم يكن نتيجة لتحديث رسمي من الشركة، وإنما تعديل قام به أحد المستخدمين، وهو أمر متاح للجميع بحسب سياسة خرائط جوجل التي تسمح بإدخال تعديلات على الأماكن.

وأوضح «عز الدين» لـ «المصري اليوم» أن أي شخص بإمكانه إجراء مثل هذه التعديلات باستخدام خاصية التعديل المتاحة على المنصة.

وأضاف «عز الدين» أن هذا النوع من التعديلات لا يعني حدوث تغيير رسمي على الخرائط، مما يوضح أن الجدل المثار حول تصنيف خرائط جوجل لرأس الحكمة كإماراتية ما هو إلا نتيجة لتعديل غير رسمي من أحد المستخدمين، ولم يتم أي تغيير رسمي على الخريطة من قبل جوجل نفسها.

«المصري اليوم» تكشف حقيقة تغيير خريطة رأس الحكمة

وعند البحث الذي أجرته «المصري اليوم» على خرائط جوجل، وُجد أن المنطقة لا تزال مسجلة رسميًا تحت محافظة مطروح، وأن التسمية «State of UAE» ما هي إلا تعديل غير رسمي أُدخل على الخريطة باللغة الإنجليزية، بينما تظهر رأس الحكمة بشكل صحيح عند البحث عنها باللغة العربية.

كذلك من خلال بحث «المصري اليوم» عبر جوجل إيرث تبين أن الخريطة كما هي في حالة البحث باللغتين العربية والإنجليزية، كما نجد أن جوجل يوثق أنها جزء من مدينة مرسى مطروح، إذ تشير الخريطة نصًا إلى أن عنوانه: «Mersa Matruh، Marsa Matrouh Governorate 5058896»، على عكس الادعاءات.

وبالبحث حول الكلمة التي انتشرت حولها الأكاذيب «Ra's al Hikmah State of UAE»، تبين كتابة بعض التعليقات عليها ضمن دولة الإمارات وتكرر التعليق عدة مرات، ورصدتها «المصري اليوم» عبر الصورة التالية:

وفي سياق متصل، أكد جوجل من خلال أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة به، «Gemini»، في رده على استفسار «المصري اليوم»، إتاحة التغيير للأماكن على الخريطة بطريقة غير رسمية أو فريدة عبر عدة خطوات محددة حول تعديل المعلومات الجغرافية لمكان ما على الخريطة. وأجاب بأنك يمكنك تصحيح معلومات مكان موجود بالفعل كما يمكنك تعديل اسم المكان، عنوانه، ساعات العمل، رقم الهاتف، وغيرها من المعلومات. يمكنك أيضًا تصحيح موقع الدبوس على الخريطة إذا كان في مكان خاطئ.

كما أوضح إتاحة اقتراح تعديلات، إذا رأيت أي معلومات غير صحيحة على الخريطة، يمكنك اقتراح تعديل عليها، حيث يقوم فريق خرائط جوجل بمراجعة اقتراحك وتطبيقه إذا كان صحيحًا.

ومن خلال البحث على خرائط جوجل باللغة العربية، تبين أن منطقة رأس الحكمة تظهر بدون كلمة «State of UAE»، وأن عنوانها الصحيح هو: «Mersa Matruh، Marsa Matrouh Governorate 5058896». مما يؤكد أن التغيير الذي ظهر هو نتيجة لتعديل غير رسمي قام به أحد المستخدمين باللغة الإنجليزية، وليس له أي تأثير على وضع المنطقة الرسمي على خرائط جوجل.

وفيما يخص سياسة خرائط جوجل، فإن الشركة تسمح للمستخدمين بإضافة عناوين أو تعديلها، وتصحيح مواضع الدبابيس على المواقع الجغرافية. وتوضح جوجل عبر خدمة الدعم الخاصة بها كما هو موضح بالصورة، أنه يمكن للمستخدمين إدخال عناوين بريدية أو تعديل أماكن تسليم الطرود وتحديد مواضع دقيقة على الخريطة، وتوضح معها الخطوات.

ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول تغير موقع رأس الحكمة

أما الصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل، لشخص يقف أمام لافتة مكتوب عليها «مرحبًا بكم في الإمارات العربية المتحدة»، والسيارة التي ظهرت في الصورة تحمل لوحات مصرية، أشعلت مواقع التواصل تحت شائعة عن التقاط الصورة برأس الحكمة، إلا أن الصورة ترجع إلى توني لطيف يوتيوبر يهتم بالسيارات، خاض تجربة السفر بالسيارة من مصر إلى الإمارات عبر سيارته الخاصة، وعند وصوله وثق التجربة على الحدود بين السعودية والإمارات، وهو ما أوضح أن الصورة لا علاقة لها برأس الحكمة.

وعلق توني لطيف في منشور على صفحته الشخصية كتب خلاله: «عرفتوا ليه انا كل شوية بقول انا بسيارتي الكهربائية في الإمارات علشان بيتم استغــلال الصور الخاصة بيا أثناء رحلتى من مصر للامارات وبتنزل ويتم الترويج ليها بشكل تانى خالص، الكلام اللى بيتقال دلوقتى إن أنا روحت راس الحكمة ولقيت يافطة مكتوب عليها مرحب بكم في دولة الإمارات وأنا في مصر، ده تنويه هام للناس اللى متعرفش تونى لان في ناس كتير جدا صدقت الموضوع أن الصورة دى متصورة في راس الحكمة».

وعليها تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث وتكذيبه، حتى وضع أحدهم «نيويورك» كأحد محافظات مصر، وتوالت السخرية من مفتعل القصة، بردود عدة تلك هي أبرزها: